كيف تتعامل الأم مع مشكلة مص طفلها لإبهامه

طفل يمص إبهامة
القاهرة/ يتعلق الأطفال ببعض العادات التي يعتادون على القيام بها وذلك دون سبب معين أو دافع يدفعهم لذلك, بل هي مجرد عادة تروق لهم ويستمتعون عند القيام بها, وقد تكون فترة قيامهم بهذه العادات قصيرة ولا تتعدى بضعة أشهر أو حتى سنة, وأحياناً قد تستمر معهم هذه الحالة طيلة فترة الطفولة وحتى بعد الدخول إلى المدرسة أو أكثر من ذلك.
وإحدى هذه العادات هي عادة مص إصبع الإبهام أو أي إصبع آخر يروق للطفل ولكن غالباً ما يقع الاختيار على إصبع الإبهام, وتعتبر هذه العادة نابعة من الفطرة الطبيعية التي يخلق عليها الطفل وهي مص الحليب من صدر أمه, والجدير بالذكر أن بعض الأطفال يبدؤون بعادة مصل إبهامهم وهم ما يزالون أجنة وذلك خلال فترة حياتهم في الرحم.
وبشكل طبيعي يجب أن يتوقف الطفل عن عادة مص الإصبع في الشهر السادس أو السابع من عمره, إلا أن بعض الأطفال يمكن أن يستمروا بهذه العادة لفترة زمنية أطول أي حتى سن دخولهم المدرسة أو بعد ذلك, وإن هذه العادة لا تعني بالضرورة أن الطفل مصاب بمشكلة نفسية, ولكن استمرارها قد يشير إلى أن الطفل يشعر بفراغ أو سأم كبير في حياته, وهو الأمر الذي قد يدفعه لمص إصبعه بحثاً عن الشعور بالأمان والطمأنينة.
وعلى الأهل في هذه الحالة وخاصة الأم بالعمل على مساعدة الطفل في التوقف عن عادة مص الإبهام, وذلك بصرف انتباهه بواسطة لعبة أو أي شيء يمكن أن يشغله عن إبهامه, أو يمكن مدح الطفل ومكافئته ببعض المال أو الألعاب الجديدة عندما يحاول التوقف عن عادة مص الإبهام وفي هذه الحالة يكون الطفل في عمر يمكن أن يتفهم معنى المديح والمكافآت, ومن المهم جداً الابتعاد عن معاقبة الطفل للتوقف عن هذه العادة.
فبعض الأطفال يستعملون إبهامهم للتخفيف من التوتر والقلق الذي قد يشعرون به لأسباب معينة, والضغط على الطفل في هذه الحالة لن يكون الطريقة المثلى لحمل الطفل على الامتناع عن مص إبهامه, ويمكن أن يصاب الطفل بردة فعل إذا قام الأهل بمعاقبة الطفل أو محاولة التقليل من شأنه بسبب هذه العادة.
والأفضل أن يتم إشغال وقت فراغ الطفل بالألعاب المسلية, أو التخفيف عنه قدر المستطاع داخل المنزل, أو التحدث معه عن الضغوط التي تواجهه في المدرسة أو مع أصدقائه, هذا مع محاولة التقليل من التحدث بهذه المشكلة والعمل على إهمالها عند التعامل مع الطفل.
ومن الضروري جداً أن يعمل الأهل جاهدين ليتجاوز الطفل مشكلة مص إصبع الإبهام, لأن استمرار هذه العادة بعد أن يتخطى الطفل سن الست سنوات يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على شكل ونمو وتطور الأسنان والفك, والأفضل أن يتم استشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغيرات على شكل الأسنان والفك.