صانعات المجد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صانعات المجد

معا ًلإعادة مجد أمتنا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التوقيع : والدتك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ندي الاسلام
الإدارة العامة
الإدارة العامة
ندي الاسلام


انثى عدد الرسائل : 267
العمر : 37
الجنسية : مصريه
العمل : طالبة
الهوايات : مساعدة الآخرين
نشاط العضوة :
التوقيع : والدتك Left_bar_bleue10 / 10010 / 100التوقيع : والدتك Right_bar_bleue

... : بحب كل الناس
تاريخ التسجيل : 04/11/2007

التوقيع : والدتك Empty
مُساهمةموضوع: التوقيع : والدتك   التوقيع : والدتك Icon_minitimeالسبت يناير 24, 2009 12:08 pm



يا بني: هذه رسالة من أمك المسكينة كتبتُها على استحياء بعد تردد وطول إنتظار، يا بني: من حقي عليك أن تقرأ هذه الورقة وإن شئت بعدُ فمزقها كما مزقت أطراف قلبي من قبل ...

يابني: منذ خمسة وعشرين عاماً كان يوماً مشرقاً في حياتي عندما أخبرتني الطبيبة أني حامل، والأمهات يا بني يعرفن معنى هذه الكلمة جيداً، فهي مزيج من الفرح والسرور، وبداية معاناة مع التغيرات النفسية والجسمية، وبعد هذه البُشرى حملتُك تسعة أشهر في بطني؛ أقوم بصعوبة، وأنام بصعوبة، وآكل بصعوبة، وأتنفس بصعوبة لكن ذلك كله لم ينتقص من محبتي لك وفرحي بك، بل نَمَت محبتُك مع الأيام، وترعرع الشوق إليك، حملتك يا بني وهناً على وهن، وألماً على ألم، أفرح بحركتك، وأُسر بزيادة وزنك، وهي حمل عليَّ ثقيل، إنها معاناة طويلة أتى بعدها فجر تلك الليلة التي لم أنم فيها ولم يغمض لي فيها جفن، ونالني من الألم والشدة والرهبة والخوف ما لا يصفه قلم، ولا يتحدث عنه لسان، اشتد بي الألم حتى عجزت عن البكاء، ورأيت بأم عيني الموت مرات عديدة حتى خرجت إلى الدنيا فامتزجت دموع صراخك بدموع فرحي، وأزالت كل آلامي وجراحي، بل حنوت عليك مع شدة ألمي وقبَّلتُك قبل أن تنال منك قطرة ماء...

يا بني: مرت سنوات من عمرك وأنا أحملك في قلبي وأغسلك بيدي، جعلت حجري لك فراشاً، وصدري لك غذاء، سهرت ليلي لتنام، وتعبت نهاري لتسعد، أمنيتي كل يوم أن أرى ابتسامتك، وسروري في كل لحظة أن تطلب شيئاً أصنعه لك، فتلك هي منتهى سعادتي، ومرت الليالي والأيام وأنا على تلك الحال خادمة لم تقصر، ومرضعة لم تتوقف، وعاملة لم تسكن، وداعية لك بالخير والتوفيق لا تفتر، أرقبك يوماً بعد يوم حتى اشتد عودك، واستقام شبابك، وبدت عليك معالم الرجولة، فإذا بي أجري يميناً وشمالاً لأبحث لك عن المرأة التي طلبت، وأتى موعد زواجك، فتقطع قلبي، وجرت مدامعي، فرحة بحياتك الجديدة، وحزناً على فراقك ...

ومرت الساعات ثقيلة، واللحظات بطيئة، فإذا بك لست ابني الذي أعرفك، اختفت ابتسامتك، وغاب صوتك، وعبس محياك، لقد أنكرتني وتناسيت حقي، تمر الأيام أراقب طلعتك، وأنتظر بلهفة سماع صوتك لكن الهجر طال والأيام تباعدت، أطلت النظر على الباب فلم تأت، وأرهفت السمع لرنين الهاتف حتى ظننت بنفسي الوسواس، هاهي الليالي قد أظلمت، والأيام تطاولت، فلا أراك ولا أسمع صوتك، وتجاهلت من قامت بك خير قيام ...

يا بني: لا أطلب إلا أقل القليل، إجعلني في منزلة أطرف أصدقائك عندك، وأبعدهم حظوة لديك، إجعلني يا بني إحدى محطات حياتك الشهرية لأراك فيها ولو لدقائق، يابني: إحدودب ظهري، وارتعشت أطرافي، وأنهكتني الأمراض، وزارتني الأسقام، لا أقوم إلا بصعوبة، ولا أجلس إلا بمشقة، ولا يزال قلبي ينبض بمحبتك، لو أكرمك شخص يوماً لأثنيت على حسن صنيعه، وأمك أحسنت إليك إحساناً لا تراه ومعروفاً لا تجازيه، لقد خدمتك وقامت بأمرك سنوات وسنوات، فأين الجزاء والوفاء؟ ألهذا الحد بلغت بك القسوة وأخذتك الأيام؟

يا بني: كلما علمت أنك سعيد في حياتك زاد فرحي وسروري، وأتعجب وأنت صنيع يدي، أي ذنب جنيته حتى أصبحت عدوة لك لا تطيق رؤيتي وتتثاقل زيارتي؟ هل أخطأت يوماً في معاملتك، أو قصرت لحظة في خدمتك؟ إجعلني من سائر خدمك الذين تعطيهم أجورهم وامنحني جزءاً من رحمتك ومُنَّ عليَّ ببعض أجري، وأحسن فإن الله يحب المحسنين ...

يا بني: أتمنى رؤيتك، لا أريد سوى ذلك، دعني أرى عبوس وجهك وتقاطيع غضبك، يا بني: تفطر قلبي وسالت مدامعي وأنت حي ترزق! ولا يزال الناس يتحدثون عن حسن خلقك وجودك وكرمك، يا بني: أما آن لقلبك أن يرق لامرأة ضعيفة أضناها الشوق، وألجمها الحزن، جَعَلتَ الغم شعارها، وأجرَيتَ لها دمعاً، وأحزنت قلباً، وقطعت رحماً

يا بني هاهو باب الجنة دونك فاسلكه، واطرق بابه بابتسامة عذبة، وصفح جميل، ولقاء حسن، لعلي ألقاك هناك برحمة ربي

يا بني: لن أرفع الشكوى، ولن أبث الحزن، لأنها إن ارتفعت فوق الغمام، واعتلت إلى باب السماء أصابك شؤم العقوق، ونزلت بك العقوبة، وحلت بدارك المصيبة .. لا، لن أفعل، لا تزال يا بني فلذة كبدي، وريحانة فؤادي وبهجة دنياي ...



أفق يا بني .. بدأ الشيب يعلو مفرقك، وتمر سنوات ثم تصبح أباً شيخاً، والجزاء من جنس العمل .. وستكتب رسائل لابنك بالدموع مثلما كتبتها إليك................ وعند الله تجتمع الخصوم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التوقيع : والدتك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صانعات المجد :: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ المنتدى العــــــام ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛ :: ساحة الموضوعات العامة والمنوعة-
انتقل الى: