هل . وهل .. وهل ... أعلم ـ جزماً ـ أنها أسئلة مزعجة

هل تحمل هم الإسلام ؟! هل يؤرقك حال المسلمين ، وما وصلوا إليه من حال مهين وواقع مشين ؟! هل تشعر بلوعة تحرق فؤادك المبارك عندما ترى أعداءك يحاربون إخوانك ؟ هل تحس بحرارة اللوعة تجري في أوردتك على تمكن الأعداء البغضاء من ثروات وخيرات أمتك كتلك اللوعة التي تسكن في شرايينك عندما ترتفع حرارة أحد أبنائك أو أحبابك؟ هل يهجرك النوم عندما ترى في القوم من ينشب معول الهدم في مبادىء الإسلام كما يهجرك لذيذ المنام عندما تفقد أحدا قريبا الى قلبك

هل . وهل .. وهل ... أعلم ـ جزماً ـ أنها أسئلة مزعجة معجزة !! ولكن ، من لهذا الدين المتين ـ بعد رب العالمين ـ إلا أنت وأمثالك ، ممن يحملون راية الذود عنه ، والقتال دونه ، والمنابذة عن حماه ؟! ما لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذاً ؟! لا بد أن تعرف دورك فيه ، وأنك مسئول عنه ، ومحاسب عليه ! فإن الله تعالى اصطفاك به ، وأكرمك بانتسابك إليه ، وشرفك بدخولك تحت مظلته ، فهيّا ... قم من رقدتك ، واستيقظ من سباتك ، وقل للدنيا ، وأسمع الكون ، صرختك
في وجه العجز : أنا لها ! سأنتفض في وجه الهوان ، ولن أرضى لأمتي بالذلة ، ولن ينتقص الدين من أطرافه ، ولن أرضى بالدنية ، وفي صدري نفس يتردد ، وبين ضلوعي قلب يخفق .. فمن دمي أسقي أمتي ، ومن ضلوعي أبني صرحها ، وفوق هامتي تعلو رايتها ، ومن بين عيوني يشرق مستقبلها .... فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا وصدق الله :
(وجعلنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) [ السجدة الآية 24]

وحياة المؤمن لاتكون إلا بالإبتلاء - ولا يكون الإبتلاء لذيذاً إلا بالصبر - ولا يكون الصبر تاماً إلا بالرضا وهنا .. هنا فقط تنجح في رحلة الحياة فأحتسبوا الأجر لتكون المحنة >>> مـنـحـة،ولا راحة لمن لا تعب له ،بل إذا تعب العبد قليلاً ..استراح طويلاً .. وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة .. قاده لحياة الأبد ، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة ، والله المستعان ولاحول ولا قوة إلا بالله ،وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلى ، كان تعب البدن أوفر وحظه من الراحة أقل...

اقتباس :: ولا راحة لمن لا تعب له ،بل إذا تعب العبد قليلاً ..استراح طويلاً .. وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة .. قاده لحياة الأبد

صدقت !!
جزاك الله خيرا

جزانا الله وإياكِ حبيبتي راجية النجاة