صانعات المجد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صانعات المجد

معا ًلإعادة مجد أمتنا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إلى متى العصيان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام سيف الرحمن
عضوة جديدة
عضوة جديدة



انثى عدد الرسائل : 40
الجنسية : مصر
العمل : طالبة علم
نشاط العضوة :
إلى متى العصيان Left_bar_bleue50 / 10050 / 100إلى متى العصيان Right_bar_bleue

... : انا عضوة جديدة فكونوا لطفاء وصبورين معي
تاريخ التسجيل : 17/12/2007

إلى متى العصيان Empty
مُساهمةموضوع: إلى متى العصيان   إلى متى العصيان Icon_minitimeالسبت مارس 22, 2008 9:19 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة


الحمد لله الذى أمر بالطاعة وحث عليها, ونهى عن المعصية وحذر منا , والصلاة والسلام على خير الطائعين وإمام المتقين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين ...أما بعد:

أختى الحبيبة: اعلمى – وفقك الله – أن المعاصى قبيحة العواقب’ سيئة المنتهى ’وهى وإن سر عاجلها , ضرآجلها كما قيل:

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار

تبقى عواقب سوء فى مغبتها لاخيرفى لذة من بعدها النار

فربما يجد العاصى سرورا فى نفسه حين يباشر معصيته , وربما يشعر بلذة عند اقترافها والقدوم عليها ,ولكنه سرور كاذب , ولذة زائفة , وسعادة وهمية , لأنه اغضب خالقه , وبارز ربه بالمحاربة , وتناول ماليس له , فكيف يصفو له عيش ؟ وكيف يهدأ له بال ؟

قال تعالى : " ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين " [ النساء : 14 ] وقال تعالى : " ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " [الأحزاب : 36 ].

" إياك والمعصيه "

اعلمى – أختى الحبيبه – ان الصبر على المعصية والشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه المعصية والشهوة , فإنها:

*إما أن توجب ألما وعقوبة.

*وإما أن تقطع لذة أكمل منها .

*وإما أن تضيع وقتا إضاعته حسرة وندامة .

*إما أن تذهب مالا بقاؤه خير له من ذهابه.

*وإما أن تضع قدرا وجاها قيامه خير من وضعه.

*وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ من قضاء الشهوة.

*وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقا لم يكن يجدها قبل ذلك.

*وإما أن تجلب هما وغما وحزنا وخوفا لا يقارب لذة الشهرة .

*وإما أن تنسى علما ذكره ألذ من نيل الشهوة.

*وإما أن تشمت عدوا وتحزن وليا , وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة .

*وإما أن تحدث عيبا يبقى صفة لاتزول.
قد لا يؤثر الذنب فى الحال


وهنا أمر يغلط فيه كثير من الناس ’ فى شأن الذنوب والمعاصى , وهو أنهم إذا لم يروا العقوبة فى الحال , ظنوا أنها لن تنالهم بعد ذلك , وإنهم قد عفى عنهم وعفر لهم , وهذا من الغرور الذى هلك بسببه خلق كثير وجم غفير , لأن العقوبة تأتى ولو بعد حين.

فقد ذكر الإمام أحمد فى كتاب الزهد عن محمد بن سيرين أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال :إنى لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة .

*ويمكن أن تعجل العقوبة فيشعر بها العاصى من فوره , كما قال سليمان التيمى : إن الرجل ليصيب الذنب فى السر فيصبح وعليه مذلته , فمتى رأيتى – وفقك الله – تكديرا فى حال , فتذكرى ذنبا قد وقع منك.

فقد قال الفضيل بن عياض : إنى لأعصى الله , فأعرف ذلك فى خلق دابتى وجاريتى.
إلى متى العصيان

قل للمفـرط يستعــد ما من ورود الموت بد

قد أخلق الدهر الشبا ب وما مضى لايسترد

أو ما يخاف أخو المعا صى من له البطش الأشد

يوما يعاين موقفــــــــا فيه خطوب لاتحـــــــــــد

فإلام يشتغل الفتـــــى فى لهوه والأمر جــــــــد

أبدا مواعيد الزمـــان لأهله تعـــب وكــــــــــد

يا من يؤمل أن يقيــم به وحادى الموت يحــدو

وتروح داعية المنون على مؤملهــــا وتغـــــــدو

يختال فى ثوب النعيم ودونه قبر ولحــــــــــــــد

والعمر يقصر كل يوم ثم فى الآمـــال مــــــــــد

أضرار الذنوب والمعاصى على الفرد

اختى الحبيبة :

أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن للذنوب والمعاصى تأثيرا سلبيا على القلب , وهذا التأثير يقوى بحسب قوة المعصية والغفلة عن الاستغفار والتوبة ,ويضعف بحسب ضعف المعصية وتداركها بالاستغفار والتوبه , فليس هناك نجاة يوم القيامه إلالمن كان قلبه سليما خاليا من كل شبهة مضلة وشهوة مهلكه كما قال سبحانه : " يوم لاينفع مال ولابنون * إلامن أتى الله بقلب سليم "

[ الشعراء :88 ,89 ]

وعن أبى هريرة ر ضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إن المؤمن إذا أذنب ذنبا , نكت فى قلبه نكتة سوداء , فإذا تاب واستغفر صقل قلبه _أى ابيض _ وإن زادت حتى تعلو قلبه , فذلك الران الذى ذكره الله عزوجل : " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " [المطففين :14 ]

**وقد جمع الإمام ابن القيم رحمه الله شيئا كثيرا فى أضرار الذنوب والمعاصى فمما ذكره رحمه الله من أضرار وعقوبات مايلى:

1-قلة التوفيق وخفاء الحق على العاصى.

2- فساد القلب وظلمته وطمس نوره .

3- حرمان العلم وحرمان الرزق بسبب المعصية .

4- وحشة يجدها العاصى فى قلبه بينه وبين الله وبينه وبين الناس.

5- تعسير أمور وعدم قضاء حاجاته.

6- وهن قلبه وبدنه .

7- حرمان الطاعة ولذتها.

8- قصر العمر وموت الفجأة .

9- التعود على المعاصى وانسلاخ استقباحها من القلب .

10- ومنها أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه.

11- ومنها أن المعصيه تورث الذل ولابد , فإن العز كل العز فى طاعة الله .

12- ومنها أن المعاصى تفسد العقل وتطفئ نوره.

13- ومنها أنها تطبع على القلب حتى يعمى ويعلوه ويصدأ والران .

14- ومنها أن المعاصى تدخل العبد تحت لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقد لعن صلى الله عليه وسلم كثيرا من أصحاب المعاصى.

15- ومنه حرمان العاصى من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والملائكة .

16- ومنها التعرض لأنواع العقوبات يوم القيامة .

17- ومن أضرار الذنوب والمعاصى أنها تحدث فى الأرض أنواعا من الفساد فى المياه والهواء والزروع والثمار والمساكن .

18- ومن تأثيرها فى الأرض ما يحدث فيه من خسف وزلازل ومحق ونقص فى الثمار والأمطار والأموال.

19- ومن عقوباتها أنها تطفئ فى القلب نار الغيرة المحمودة .

20- ومن عقوباتها ذهاب الحياء الذى هو مادة الحياة للقلب .

21- ومنها أنها تضعف فى القلب تعظيم الرب جل جلاله , فيجترئ العبد على المعصية ويهون عليه نظر الله إليه .

22- ومن عقوباتها أنها تستدعى نسيان الله لعبده وتركه , وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه , وهذا هو الهلاك الذى ليس بعده نجاة.

23-ومن عقوباتها أنها تخرج العبد من دائرة الإحسان , وتمنعه من ثواب المحسنين , وقد يخرج العبد بها من دائرة المؤمنين كما قال النبى صلى الله عليه وسلم : " لايزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن , ولايشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن , ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن " , [متفق عليه ]

24- ومن عقوبات الذنوب والمعاصى أنها تزيل النعم , وتحل النقم .

25- ومن عقوباتها المعيشة الضنك فى الدنيا وفى القبر وفى الآخرة , قال تعالى " ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " [ طه : 124] .

26- ومن عقوباتها أنها تلقى الرعب والخوف فى القلوب .

27- ومن أعظم عقوباتها أنها توجب القطيعة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى , وإذا وقعت القطيعة انقطعت عنه اسباب الخير , واتصلت به أسباب الشر .

28- ومن عقوباتها أنها تمحق بركة العمر , وبركة الرزق , وبركة العلم , وبركة العمل , وبركة الطاعة , وبالجملة أنها تمحق بركة الدين والدنيا.

29- ومن عقوباتها أنها تجرئ على العبد مالم يكن يجترئ عليه من أصناف المخلوقات كالشياطين والنفس وعباد الله .

30- ومنها أنها تزيل النعم الحاضرة , وتقطع النعم الواصلة , كما قيل :

إذا كنت فى نعمة فارعها فإن المعاصى تزيل النعم

وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم


أختاه التوبه قبل الرحيل

أختى المسلمة :

اقشعرت الأرض , وأظلمت السماء , وظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس , وذهبت البركات , وقلت الخيرات , وهزلت الوحوش , وتكدرت الحياة من فسق الظلمة , وبكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة , وشكا الكرام الكاتبون إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح .

وهذا - والله – منذر سيل عذاب قد انعقد غمامه , ومؤذن بليل بلاء قد ادلهم ظلامه .

فاعزلوا – رحمكم الله – عن طرق هذه السبل , بتوبة نصوح , مادامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " .[ النور : 31 ]

قال النبى صلى الله عليه وسلم : " لله أفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه , فأيس منها , فأتى شجرة فاضطجع فى ظلها , وقد أيس من راحلته , فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده , فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدى وأنا ربك...أخطأ من شدة الفرح " رواه مسلم .

دمعة نـــــــــدم

إلهى ! أنا الذى كلما طال عمرى زادت ذنوبى ... أنا الذى كلما هممت بترك خطيئة عرضت لى أخرى .

ألهى ! من عذابك الآن من يستنقذنى ؟! وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عنى ؟!
ويلى ! كلما طال عمرى كثرت معاصى !!
فإلى متى أتوب ؟ وإلى متى أعود ؟
أما آن لى أن استحيى من ربى ؟!



كم قد زللت فلم أذكرك فى زللى وأنت يا سيدى فى الغيب تذكرنى

لأبكـين بدمـع العـين من أســف لأبكـين بكـــاء الواله الحـــــــزن
أسباب سلامة القلب

أختى الحبيبة :

اعلمى أنه لا يتم سلامة القلب مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء :

شرك يناقض التوحيد .
بدعة تخالف السنة .
شهوة تخالف الأمر .
غفلة تنافض الذكر .
هوى يناقض التوحيد والإخلاص معا.


فهذه الخمسة تحجب العبد عن الله , وتضعف القلب أو تميته فيختم عليه ويصيبه الخسف والمسخ والنكس والحجاب الذى يحول بينه وبين أى تذكر وإنابة .

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن العبد إذا فعل سيئة , فإن عقوبتها تندفع بنحو عشرة أسباب هى :

1 أن يتوب من الذنب توبة نصوحا فيتوب الله عليه .

2- أن يستغفر الله تعالى فيغفر له .

3- أن يعمل حسنات يمحو بها تلك السيئة .

4- أن يدعو له إخوانه المؤمنون ويشفعوا له .

5- أن يهدى له إخوانه المؤمنون من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به .

6- أن يشفع فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

7- أن يبتليه الله فى الدنيا بمصائب فى نفسه وماله وأولاده وأقاربه ومن يحب ونحوه .

8- أن يبتليه فى البرزخ بالفتنة والضغطة وهى عصرة القبر , فيكفر بها عنه .

9- أن يبتليه فى عرصات القيامة من أهوالها وشدائدها بما يكفر عنه .

10- أن يرحمه أرحم الراحمين بلا سبب من العباد .
وأخيرا نســأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل طاعته وكرامته , وأن يصرف عنا معصيته ومخالفته , وأن يبيض وجوهنا يوم القيامة , وأن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم فى جنات عدن , إنه ولى ذلك والقادر عليه , وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات


مختصر من مطويه من اعداد القسم العلمى بدار الوطن
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إلى متى العصيان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صانعات المجد :: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ رياض الجنة لصانعات مجد الامة ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛ :: روضة الأداب و الأخلاق والتزكية :: رقائق-
انتقل الى: