بدأ الداعية الشاب مصطفى حسنى الدرس بالتكلم عن حفلات الغناء وكمية المعاصي التي تنتج عن هذه الحفلات فيها ثم ذكر حديث لابن عباس رضي الله عنه يا صاحب الذنب ضحكك وأنت تفعل الذنب أشد عند الله من الذنب وحزنك على فوات الذنب أشد عند الله من الذنب وفرحك إذا فزت بالذنب أشد عند الله من الذنب وحرصك أن تستتر من الناس وأنت تعلم أن الله يراك أشد عند الله من الذنب
فإن الذنب في فعله شديد والأشد الفرح بالذنب لأن المذنب ليس فقط يعصى ولكنه يستهتر بنظر الملك له وفرحته ونحمد الله الذي لم يحرمنا من طاعته ، ومنع عنا معصيته وأتى بنا إلى بيته ومنع عنا الذهاب إلى مكان فيه معصيته ونسال الله أن يغفر لكل من ذهب إلى تلك الحفلات ويرزقهم توبة صادقه قبل الممات
أما في موضوع الدرس وهو حفظ اللسان وآفات اللسان قال إن أغلب مشاكل اليوم التي تواجهنا هي نسيان نظر الملك لنا ونسيان سمعه لنا
والوصية أستحي من الله كما تستحي من الرجل من صالحي قومك ويقول الحسن البصري رحم الله عبدا وقف عند همه إذا كان لله أمضاه وإذا كان لغير الله توقف
إن مشكلة آفات اللسان ترتبط بتعظيم الملك عز وجل لان فيها استهتار لماذا خلق الله اللسان ؟ 1 حتى نذكره ونشكره ونعبده 2- حتى نعبر به عن ما في قلوبنا 3- حتى نتذوق به ولم يخلق للسب ولا للغيبة ولا للنميمة ولا لإفشاء الأسرار وجميعهم من الكبائر وقبل الدخول في الحديث .. إن هذا الكلام حتى نتقى الله فيما هو آت والتوبة من ما مضى فيذكر أن الفضيل بن عياض قابل رجل فسأله كم عمرك ؟؟ قال الرجل: 60 عام. فقال الفضيل : منذ 60 عاما وأنت تسير إلى الله لقد أدركت فأدرك الرجل هذا المعنى وعلم أنه ما بقى قليل وما فات كثير وقال إنا لله وإنا إليه راجعون فقال له: أتعلم معناها قال الرجل: لا .فقال الفضيل : إذا علمت أنك من الله وإليه راجع فاعلم أنك بين يديه مسؤل فهل أعددت لكل سؤال جواب؟ قال الرجل: وما العمل؟ فقال الفضيل : أحسن فيما يأتى يغفر لك ما سبق فإنما الأعمال بالخواتيم فهذه المقولة لنا فلنحسن فيما يأتى ليغفر لنا ما سبق ( اسأل الله لي ولكم المغفرة )
الأصل في حلاوة اللسان يأتى من أصل ما في القلب فإن من كان قلبه سليم كان لسانه سليم ويقول علماؤنا :اللسان مغرفة القلب فكان صحابة رسول الله يقولون كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه حسن المنطق فكنا نحب أن نجلس معه لحلاوة منطقه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت
فكان بن مسعود رضي الله عنه يصعد فوق جبل الصفا وينادى الناس ويمسك لسانه وقال : يا لسان قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يرضى لكم ثلاثة ويكره لكم ثلاثة يرضى لكم : أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ويكره لكم : قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال .
سأل عقبة بن عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما النجاة قال: أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابكى على خطيئتك " في سنن بن عامر " عن سهل بن سعد في صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه اضمن له الجنة " صحيح البخاري "
كان أبو بكر الصديق يمسك لسانه ويقول: هذا الذي أوردنى الموارد يقول عبد الله بن مسعود :والله الذي لا إله إلا هو ما من شئ أحوج من طول السجن من اللسان
سأل سيدنا معاذ النبي صلى الله عليه وسلم وهل نحن نؤاخذ على بما نتكلم قال له : وهل يكب الناس على منخارهم في النار إلا حصائد ألسنتهم " سنن الترمذي "
ومن سبب عدم توفيق العباد في الدعوة إلى الله هو عدم الالتزام بالكلمة الطيبة ويقول رب العزة " قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن أن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان عدوا مبينا " عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويعجبني الفأل .قيل: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: الكلمة الطيبة
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلمة الطيبة صدقه " في الصحيحين " وحذر من السب المنتشر بين الأصحاب والأزواج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يكره الفاحش البذئ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن اللعانين لا يكونوا شهداء يوم القيامة ولا يكونوا شفعاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء من الإيمان في الجنة والبذاءة من الجفاء والجفاء في النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن من أكبر الكبائر أن يشتم الرجل أباه وأمه .فقالوا: كيف يشتم الرجل أباه وأمه؟ قال: يسب أب الرجل فيسب أباه ويسب أم الرجل فيسب أمه . وكم من رزق منع بسبب السب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليحرم الرزق بذنب يصيبه عن أبى هريرة قال صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا " في صحيح مسلم " قال صلى الله عليه وسلم : الغيبة ذكرك أخاك بما يكره فقلنا يا رسول الله أرايت إن كان فيه؟ قال: إن كان فيه فقد اغتبته وان لم يكن فيه فقد بهته
أما عن تعريف الغيبة عند العلماء فهي : ذكر العيب بظهر الغيب أما ما تؤدى إليه الغيبة من ذنوب : 1 – استصغار الذنب 2- حب التشفي 3- لم يشعر بمقام الله
صفات من يحب الغيبة 1- عندما يجلس يتكلم عن غيره 2- كثير السؤال عن الناس يقول الحسن البصري : الغيبة أسرع في دين الرجل من الأكله ( الأكله : مرض يصيب الإنسان إذا أصابه يأكل في عمره )
قال النبي صلى الله عليه وسلم عند عروجه في السماء في ليلة الإسراء والمعراج : رأيت أقواما يخمشون وجوههم بأظفارهم فقال من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم .
الغيبة هي وصف الشخص بقصد الاستهزاء منه وهى ذكر أى شئ ينسب إليه بالسلب أشكال الغيبة 1- الغيبة في الوصف " وهو ذكر الصفة باستهزاء ) 2- في اللبس ( في تناسق ألوانه وترتيبه ) 3- في السكن ( في مساحته والقصد أن نبين للناس أنه صغير أو ضيق ) 4- في الدابة ( استهزاء بالسيارة مثلا ) 5- الغيبة باللمز " ويل لكل همزة لمزة " واللمزةهى الغيبة بالوجه
ماذا نفعل عندما نسمع الغيبة 1- نذكر أن هذا حرام بشكل مباشر 2- نخرجهم من الموضوع بكلام أخر 3- ندافع عن من اغتابه 4- أو نترك المجلس
إذا لم نفعل ذلك وظللنا في مجال الغيبة نصاب بثلاث ذنوب كما قال بن القيم: 1- التلذذ بالمعصية 2- عدم الدفاع عن مسلم في وقت يحتاج إلى دفاع 3- سمعت منكر ولم تغيره
ماذا نفعل إذا اغتبنا أحد 1- التوبة عن ما مضى 2- نذكر من اغتبناه بكلام طيب أمام من اغتبناه أمامهم .
أما النميمة هي : نقل الكلام الذي يدور في المجالس بدون إذن أصحاب المجلس
قال رسول الله لا يدخل الجنة نمام قال رسول الله عندما مر بقبرين فقال أنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ،أما أحدهما كان لا يستبرأ من بوله وأما الأخر فكان يمشى بالنميمة .
الوصية : أن نتقى الله فيما هو آت حتى يغفر لنا ما سبق أسالكم الدعاء لي بظهر الغيب
الأربعاء ديسمبر 26, 2007 5:18 am