إن الحمد لله نحمده و نستعين به و نستنصره و نستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
وأزكى الصلاة وأتم السلام على سيدنا محمد وعلى آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
قد يسأل سائل ما هي الطريقة المثلى لتعلم تلاوة القرآن الكريم
ونجيب على ذلك بأن تعلم القرآن الكريم يكون بالتلقي من أفواه العارفين بطرق القراءة أولا ثم يكون بدراسة علم التجويد
تعريف بعلم التجويد
التجويد لغة هو التحسين يقال هذا الشئ جيد أي حسن وجودت الشئ أي حسنته وأحكمت صنعه وأتقنته
واصطلاحا هو قسمان
القسم الأول يسمى بالتجويد العلمي
وهو هو معرفة القواعد والضوابط التي وضعها علماء التجويد ودونها أئمة القراءة مرجعا لكل مريد من مخارج الحروف وصفاتها وبيان المثلين والمتجانسين والمتقاربين وأحكام الميم الساكنة والنون الساكنة والتنوين وأحكام المد والوقف والابتداء والمقطوع والموصول إلى آخره من سائر أبواب هذا العلم
أما القسم الثاني فيسمى بالتجويد العملي
وهو إحكام حروف القرآن بالنطق بكلماته والإتيان بها بأفصح منطق وأعذب تعبير ولا يتحقق ذلك إلا بإخراج كل حرف من مخرجه الصحيح دون تحريف أو تغيير
فهو اخراج كل حرف من مخرجه مع اعطائه حقه من صفاته الذاتية اللازمة له من جهر وشدة واستعلاء واستفال من الصفات التي لا تنفك عن الحرف ومستحقه من صفات عرضية ناشئة
عن صفاته الذاتية كالتفخيم الناشئ عن الاستعلاء والترقيق الناشئ عن الاستفال
وهكذا
حكمها
فحكم النوع الأول وهو التجويد العلمي
بالنسبة لأهل العلم فمعرفته واجبة على الكفاية فإذا قامت طائفة منهم به سقط الإثم والحرج عن باقيهم وإن لم تقم طائفة منهم بهذه المهمة من تعلم التجويد وتعليمه أثموا جميعا
وهو كسائر العلوم الشرعية التي لا تتوقف صحة العبادة على معرفتها
أما القسم الثاني العملي
فالعمل به فرض عين على كل قارئ من مسلم و مسلمة لقوله تعالى
ورتل القرآن ترتيلا
وقد سئل الإمام علي رضي الله عنه عن معنى الترتيل في هذه الآية فقال هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف
وقوله صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق و الكبائر فإنه سيجئ أقوام من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم
موضوعه
الكلمات القرآنية وقيل الحديث كذلك
فضله
هو أشرف العلوم وأفضلها لتعلقه بأشرف الكتب وأجلها
واضعه
قيل الخليل بن أحمد الفراهيدي و أبو عمر حفص بن عمر الدوري و قيل غير ذلك وقيل أن أول من صنف فيه هو الإمام موسى بن عبد الله بن يحيى الخاقاني البغدادي المتوفى سنة 325 هجرية
غايته
صون اللسان عن اللحن في كلام الله تعالى و اللحن هو الخطأ والانحراف عن الصواب وهو قسمان
جلي وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بعرف القراءة سواء أخل بالمعنى أم لا كإبدال حرف بحرف كإبدال الطاء دالا تاءا بترك الاستعلاء فيها أو كتغيير حرف بحركة كضم تاء أنعمت أو فتح دال الحمد وسمي جليا أي ظاهرا لاشتراك القراء و غيرهم في معرفتهم
وخفي وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بالعرف دون المعنى كترك الغنة وقصر الممدود ومد المقصور وسمي خفيا لاختصاص أهل الفن بمعرفته